المرض النفسي ليس وصمة عار
علي الرغم من التطور العلمي في الطب النفسي الا ان هذا التطور لم يصاحبه تتطور مماثل في نظرة المجتمع للمرض النفسي ولا للمريض النفسي.
فثقافة مجتمعنا تنظر للمرض النفسي علي انه وصمة عار ويقللون منه واحيانًا لايعترفون به وينظرون للمريض النفسي بنظرة دونية حتي لوكان ذو مكانة مرموقة.
المرض النفسي يصيب الدماغ مثله كمثل اي مرض عضوي يصيب الانسان ومع ذلك لايلقي اهتمام مثلما يلقي المرض العضوي،فالمرض العضوي قد يكون سببه مرض نفسي فمثلاً اعراض اضطرابات الصحة العقلية احيانًا تظهر في صورة مشاكل جسدية مثل الم المعدة او الظهر او صداع او اى آلام اخري لاتجد لها سببًا.
المرض النفسي يمثل خطورة شديدة علي صاحبه فقد يدفعه احيانًا الى إيذاء نفسه او محاولة الانتحار كما حدث مع النجمة العالمية مارلين مونرو التي كانت ايقونة للجمال ووصلت الى امجاد تاريخية بالفن،كانت تشعر انها مجرد عمل فني لاتنتمي الى الجنس البشري،والمنتجين يروها كسلعة لترويج اعمالهم؛فلم تتحمل كل هذه الضغوطات النفسية وانهت حياتها بجرعة زائدة من ادوية الاكتئاب.
وايضاً الفنان العالمي روبن ويليامز وجدوه معلقاً في منزله بكاليفورنيا حيث كان يعاني من مرض بالعقل ادى الى خلل فى الاعصاب مما جعله ينهي حياته وذلك بعد وفاة شريكة عمره.
المرض النفسي لايفرق بين طبقات المجتمع فيصيب اصحاب المكانة المرموقة واصحاب الحرف
الكثير ممن يتولون مناصب هامة مصابون باضطرابات نفسية فمثلاً الزعيم الروسي فلاديمير بوتين قد يكون مصاباً بالتوحد وتحديداً متلازمة اسبرجر هذا ماقاله فريق من الاطباء عندما درسوا انماط حركة بوتين والسلوك الدفاعي فاكتشفوا انه يعاني من خلل عصبي.
وايضاً الموسيقار الالماني العظيم صاحب التسع سيمفونيات بيتهوفين كان يعاني من اضطراب ثنائي القطب
عادات وتقاليد القري في العلاج النفسي.
مازالت وصمة المرض النفسي موجودة في كل مكان لكن اكثرها في الريف فما زالت وصمة عار عند الكثير من الناس،ويلجأون للسحرة والمشعوذيين للعلاج خوفاً من ان يقال عليه مجنون او يؤثر سلباً على مستقبله فى الزواج او العمل، فمن السهل ان يقولوا تلبسه جن بدلاُ من ان يقال عليه مريض نفسي، فالجن قوة خارقة يمكنها فعل اي شئ بينما المرض النفسي هو الجنون.
ليس الجن هو السبب في الامراض النفسية ولايوجد داعي للتعظيم من شأن الجن لانه كما نعلم من القرآن اضعف من ذلك بكثير،ويستغل الدجلة معتقدات الناس حول الجن وعلاقته بالمرض النفسي لاستغلالهم مادياً.
التوعية بالمرض النفسي
يجب توعية الناس بأهمية وخطورة المرض النفسي بكل الطرق وبشكل مكثف سواء بحملات توعية او من خلال وسائل الاعلام لمحاربة كل هذه الافكار التي لايستوعبها عقل،فالمرض النفسي مثل المرض العضوي بل ربما يكون اكثر خطورة منه،فالمرض العضوى يمكن الشعور به والتعبير عنه بينما المرض النفسي يأكل صاحبه في صمت.